كيف حب الله

خلق الله الإنسان في أجمل صورة ، ومهّد له الأرض ليعيش فيها ، ويسكن إليها ، وجعله خليفة له في الأرض ، فكان لا بد للانسان أن يستحضر عظمة الخالق ، ويكون إنساناً مطيعاً محباً لخالقا ، لكي يرضى عنه ويحبه ، فالله سبحانه وتعالى عندما خلقنا ، كانت حكمته تقتضي بالعبادة والتوبة النصوح عند الوقوع في المزلات ، والركوع لله والسجود له طمعاً في الرحمة ، ورغبة في حياة كريمة ملؤها رضا الله ، ونيل محبته .

كيف أحب الله :

فالله سبحانه وتعالى مهد لنا كافة السبل لكي يحبنا ونحبه ، ونكون أمامه عباداً مخلصين نستحق الرضا ، ونستحق الحياة الكريمة التي منحنا إياها ، ولكنه أيضا حذّرنا من كرهه ، فعصيان أوامر الله ، وابتعادنا عن الدين يعني أننا لا نحب الله ، ولا نخشاه ، وهذا ليس حقيقة ، فحتى المذنب يفكر في ربه ليل نهار ، ويتمنى أن يصل لبر الأمان ، ويتوب ، ويتوب عليه الله ، وينال محبة الله ورضاه ،  فكيف يكون حب الله  ؟

كيف يكون حب الله :

لكي تحب الله ، وتظهر له ما في داخلك ، وهو الأعلى والأعلم به ، فعليك عزيزي بالتالي :

أولاً : عليك أن تتوجه لله بالدعوة الصالحة ، لكي يهديك ، ويرضى عنك ، ويردك إليه رداً حسناً ، ترى من خلاله النور ، وتحرسه العين الإلهية التي لا تغفل ولا تنام

ثانياً : لا عجب أن  الله يحب الرجل الذي يتوسل عندما يطلب حاجته ، فالله الخالق هو الأدرى ، وهو المدبر لشؤون عباده ، وهو الأعلم بمصلحته  ، فإن أردت أن تحب الله عليك أن تطيعه ، وتستمع لآوامره ، وتعمل على طلب الحاجة منه وحده لا شريك له .

ثالثاً : حب الله يكون بالإبتعاد عن المعاصي ، وتجنب السوء ، والشر ، والإبتعاد عن العيوب والنواقص التي تؤذي شخصيتك .

رابعاً : يبتليك الله بالمعاصي ليطهرك من الذنوب ، فعليك أن تكون أقوى ، وأن تتحمل كل ما يصيبك من شر ، حتى تخرج من المصيبة كما ولدتك أمك ، مغفور الذنب ، وقابل التوب ، وراض عنك الله سبحانه ، وأعد لك مكانك في الجنة .

خامساً : من الممكن أن تحب الله بالابتعاد عن المعاصي التي تجنبيها بأذية الأخرين ، وإلحاق الضرر بهم ، فهؤلاء لا يمكنك أن تعلم كيف سيستقبلو هذه الأذية ، ومن الممكن أن يدعو الله بأن يعذبك ، ويطردك من رحمته ، وهذا أمر لا يرده الله ، لآنها دعوة من مظلوم ، وهي دعوة لا تسترد .

وفي الختام ، فحب الله ليس كحب البشر ، فإن أردت أن يرضى عنك الله ويحبك ، عليك أن تكون عبدا شكوراً ، وطيباً ، ومحباً للخير ، وفاعلاً به .